روائع مختارة | روضة الدعاة | فن الدعوة (وسائل وأفكار دعوية) | دعوة...قطاع خاص!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة


  دعوة...قطاع خاص!!
     عدد مرات المشاهدة: 4311        عدد مرات الإرسال: 0

ربما ههنا أطرق موضوعا حساسا، قد يؤلم البعض ممن على رؤسهم بُطح، وربما لا يستهوي حديثي آخرون ممن هم على مشارف أبواب سبيل قد يرونه مستقبل حياتهم المشرق!!

لقد نشأنا وما نعلم للدعاة تعريفا إلا أنهم قوم ممن تعلموا العلم من الكتاب والسنة وساروا به بين الناس يعلمونه ويصبرون عليه إبتغاء وجه الله، وأنهم قدوة للناس في سلوكهم، والتزامهم وأخلاقهم، وعبادتهم، وزهدهم، وتقواهم، وأنهم لا يرتجون في سبيل ذلك درهما ولا دينارا، وإنما يرتجون وجه الله من أعمالهم ومجريات حياتهم جميعا، وعلى ذلك قبلتهم الشعوب، ووقرتهم الأمم، وسكن حبهم في قلوب الناس، إذ إنهم لا يتصارعون مع الناس صراعات الحياة، ولا يتقاتلون معهم على الجيف الزائلة، مهتدين بقوله سبحانه على لسان الدعاة الصالحين: {قل لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الله رب العالمين}..

ودرجت أعيننا الصغيرة في بدايات حياتنا على رؤية الدعاة إلى الله معرضين عن سباقات الفوز بالمصالح الشخصية، ولا المكاسب الخاصة، ورأيناهم دوما زاهدين ورعين، متقللين في المأكل والمشرب، غير والجين في زخرف العيش ولا متصارعين على المتاع الزائل، وأن أحدهم إن حدثت منه زلة أو سقطت منه غفوة، ما يلبث أصحابه الدعاة أن يردوه إلى مسيرة الخير، فيتوب ويستغفر، ويترك ماأبعده عن دعوته وبذله وعطائه، ويبكي لله ساجدا مستغفرا من الغفلة التي نأت به عن سبيل الصالحين..

ونشأنا وتلك الصورة في مخيلتنا ثابتة، ومهما وقعنا في خطأ سارعنا إلى الدعاة إلى الله، نتعلم منهم الإستقامة ونتدرب بين أيديهم على الصبر على الطاعة والسير على السبيل القويم..

ثم دارت الأيام وصرنا نرى لونا جديدا من الدعوة إلى الله نستطيع تسميتها مجازا دعوة قطاع خاص، فهي دعوة تخرج على لسان بعض المحترفين، من خلفهم فريق عمل كلهم يعمل براتب شهري، والجميع يتكسبون من العمل، وتضبطهم قواعد إدارية صارمة، تقل بينهم العلاقات الأخوية الإيمانية وتظهر العلاقات الإدارية الجافة، حرصهم هو حرص على أداء المطلوب منهم بعيدا عن كينونته، غير أن الشىء المسيطر عليهم هو الإسترزاق وتكسب المال.

قابلت كثيرا ممن يشتكون من هذا النوع من المؤسسات الربحية، لايشتكون من مجرد وجودها بل يقرون بنفعها كمجال عمل يفسح الطريق لأعمال لبعض الناس من غير القادرين على التكسب في مجالات أخرى في تخصصات معينة خصوصا إذا كانوا من الملتزمين قليلي الخبرة في الممارسات العملية الأخرى، إنما شكوى الناس لي يكون من وجوه أخرى كغلبة الجو الإداري القاس في تلك المؤسسات مع غيبة روح الإنسجام النفسي، وكذلك ما يصفه البعض بمشاعر الإستغلال التي قد يشعر بها البعض أو مشاعر عدم الرضا التي تتولد عندما يقوم صاحب المؤسسة بتجييش كل العاملين عنده ليصنعوا كتبا له يضع عليها في النهاية إسمه الشخصي ضاربا عرض الحائط بجهدهم الذي مكنه من صناعة الكتاب وقراءة أفكاره وجمع معانيه وتجميع مافيه ثم السير به عبر كل الخطوات ليصير كتابا ثم يرون غيرهم وهو يضع إسمه عليه ولايستطيعون الإنكار عليه وإلا تعرضوا للطرد من العمل!!

الشىء السلبي الأكبر والأهم في عمل تلك المؤسسات أن أصحابها والعاملين فيها يعتبرون أنفسهم يقومون بما يجب عليهم من واجب الدعوة إلى الله وأن حياتهم إنما هي حياة الدعاة!!

إنهم يعتبرون مؤسساتهم مؤسسات دعوة، ويعتبرون نظامهم الإداري هو نظام دعوة، بل في بعض الأحيان يعتبرون رواتبهم التي يقدمونها للعاملين عندهم هي في سبيل الدعوة!

إن هناك خلطا أراه ولاشك في غالب تلك المؤسسات الربحية التي قامت على التربح الشخصي وعلى التكسب الذاتي لأصحابها، خلط أود لو ساهم أهل العلم في بيان صوابه من خطئه ومصداقيته من عدمها، وددت لو سمينا الأشياء باسمائها كما كان يحب النبي صلى الله عليه وسلم

الكاتب: خالد رُوشه.

المصدر: موقع المسلم.